هناك فكرة غريبة منتشرة أنّ أفلام (الأنيميشن) موجهة للأطفال، ومع أنّ هناك رابطٌ واضحٌ بين الأطفال والصور الملونة، فالكبار يريدون صنع شيء لأنفسهم، ويدخل بعضهم هذا المجال لرغبتهم في الرسم، ولكن يبقى بعض الذين يدخلون هذا المجال مدفوعين بالفضول.
يعطي الوسيط الكرتوني نسبة من الإبداع والحرية لا تُرى في أنواع الأفلام الأخرى، ومن الطبيعي أنّ بعض الناس أخذوا هذه الحرية وجمحوا بخيالهم بمساعدتها، وخيارات هؤلاء كمن ركض من عالي الجبل ووقع عن حافته في بحر من الأسيد الذي يذيب الدماغ، وهذا النوع من (الأنيميشن) الذي سنتحدث عنه اليوم.
يتحدث هذا المقال عن الأفلام الكرتونية الغريبة، المزعجة، أو الغريبة للغاية، وجميع هذه الأفلام موجهة للبالغين، كما اختِيرَت للمشاهدة تحت تأثير التقييم الذاتي القوي.
1- فيلم Fantastic Planet عام 1973
هناك طريقة بسيطة لإرباك دماغك وهي قلب الأدوار، يدور هذا الفيلم حول تعايش الجنس البشري مع مخلوقات شبه بشرية زرقاء عملاقة على كوكب آخر، ولكن كلمة تعايش تُعتبر مختلفة هنا، حيث يبقي المخلوقات الفضائية البشر كحيوانات أليفة، ويبدو هذا الفيلم بأكمله وكأنّه في لوحة للرسام (سالفادور دالي)، ويغلب عليه الألوان الأزرق والأصفر والأحمر.
2- فيلم Son of The White Mare عام 1981
هذا الفيلم عبارة عن قصةٍ كبيرة لا يمكن تصديقها ولا تقدم أي تفسير، إنّها قصةٌ شعبية هذا هو التفسير، يذهب ابن المُهرة البيضاء -كما يُترجم الاسم من الهنغارية حرفياً- في رحلةٍ ساعياً إلى تمزيق الأشجار من الأرض ليحرر ثلاث أميرات تم الاحتفاظ بهن في العالم السفلي.
المختلف في هذا الفيلم هو تصميم الصور والموسيقا، إنّه تحفةٌ مخدرة مذهلة مع الكثير من الحركة، وينتقل كل شيء بسلاسة بين كل مشهدٍ والآخر، الكثير من الايحاءات الجنسية وعرض للذكورة والأنوثة، تنامي اللحية وحلقها، تغيير التضاريس وقطع الجبال في المنتصف، والحديد الذي يصبح مثل الطين.
3- فيلم The Cosmic Eye عام 1986
يُعتبر هذا الفيلم شخصياً للغاية حيث يُرسل فكرة سلام إلى العالم باستخدام صور ملونة، يعتبر The Comic Eye رسالةً أكثر مما يعتبر كفيلم، حيث هو رسالة حبٍ كئيبة للجنس البشري.
4- فيلم Wizards عام 1977
يبدو هذا الفيلم كلعبةٍ من نهاية سبعينيات القرن الماضي ولكن في شكل فيلم، تدور قصة الفيلم في الأرض ولكن في المستقبل الذي أصبح مثل العصور الوسطى، وقد خلقت الأرض العديد من المخلوقات الجديدة والغريبة.
تغذي الدعاية موجةً جديدةً من الحرب والكره في مكان يشبه ألمانيا تحت حكم (هتلر)، يدور هذا الفيلم حول المعركة الكلاسيكية بين الخير والشر، وكما في الألعاب يعطي الجمهور هدفاً واضحاً جداً، الأخوين (آفاتار) و(بلاكوولف)، يتحارب الاثنان على كوكب الأرض المحروق، واحد في رسالة للحب والآخر في رسالة للسلام.
5- فيلم Angel’s Egg عام 1985
يمزج هذا الفيلم المعتم الخيال العلمي مع الفانتازيا والخيال، ويعتبر سابقاً لعصره للغاية، لا يحوي هذا الفيلم الكثير من الحوار، حيث أنّه يعرض بدل أن يحكي، مما قد ينفّر بعض الناس من مشاهدته، وعليك متابعة هذا الفيلم بتركيز 100% حتى تفهمه بشكلٍ جيد.
6- فيلم Interstella 5555: The Story of The 5ecret 5tr 5ystem عام 2003
بسبب طبيعة هذا الفيلم فإنّه لا يملك قصًة قوية، ولكن ما ينقص من القصة يعوضه الفيلم بتمازجه مع الموسيقا وتكوينه شكلاً خاصاً به.
7- فيلم Consuming Spirit عام 2012
هذا فيلم لشاب لم يحصل على جمهوره الذي يستحقه للأسف، إنّها قصة قواد حافلات وشاربي كحول والغزلان المتجولة والغربان الطافية، في بلدة تُخفى فيها الأسرار القاتمة، ومن الكلمات التي تصف هذا الفيلم بارد، مخيف، رطب، عفن.
8- فيلم Waking Life عام 2001
يعتبر هذا الفيلم مغيراً للعقل، إنّه حوارٌ فلسفي صادر عن القلب، يوقظك ويجعلك تتساءل عن وجودك بأكمله، ويقدم لنا هذا الفيلم تساؤلات جدية عن وعينا، أحلامنا وحياتنا بشكلٍ واضح.
9- فيلم Allegro Non Troppo عام 1976
يعتبر هذا الفيلم محاكاة ساخرة لفيلم ديزني Fantasia، وهذا بحد ذاته يوضح لنا غرابة الفيلم، ويقدم لنا هذا الفيلم نظرةً واقعية تسخر من الأحلام الوردية التي يظهرها لنا فيلم ديزني الخيالي.
10- فيلم A Town Called Panic عام 2009
ربما أوقع بعضهم نوعاً ما من المخدرات المهلوسة في صندوق ألعاب، تدب الحياة في كل شيء ويتحرك الجميع في الأرجاء، ويبدؤون بتحدث الفرنسية، يعتبر الفيلم تجربةً ممتعة ولكن هذا لا يوقفه من تغيير نظرتك إلى الأفلام الكرتونية، والممتع في هذا الفيلم أنّه لا يحوي الكثير من المنطق، حيث يختلف عن العديد من الأفلام التي نراها في هذه الأيام التي تحوي على فكرةٍ واضحة.
11- فيلم Belladonna of Sadness عام 1973
ربما يعتبر هذا الفيلم الأكثر إيحاءاتٍ جنسية في هذه القائمة، وعلينا أن نشكر اليابان عليه، ولم يوجَه هذا الفيلم إلى مجموعةٍ كبيرة من الناس، حيث لن يُعجب به الجميع، تطغى الألوان على هذا الفيلم، وخصوصاً اللون الأحمر، لون الدم الذي نراه عندما تتمزق الأجسام.
12- فيلم Johnny Corncob عام 1973
صور وألوان هذا الفيلم مأخوذة من حركات (الهيبيز) في ستينيات القرن الماضي، لكنه لا يقلد أي شيء آخر، هذا الفيلم من النوع الذي إن شاهدته مرة فلن تنساه أبداً.
13- فيلم Spring And Chaos عام 1996
هذا الفيلم مكرّسٌ للشاعر (كينجي ميازاوا)، وكل الشخصيات في هذا الفيلم مصورة كقطة، حتى الشاعر، مع أنّ هذا الفيلم لا يعتبر معقداً كالأفلام السابقة ولكن القصة تبقى معك، قصة العيش بشغف وتملّك الأفكار لعقلك، يعتبر هذا الفيلم رسالة حبٍ لشاعرٍ مات بعمر 37 قبل أن يلقى صدىً كافياً لأعماله، كما أصدِرَ الفيلم في الذكرى المئوية لموت الشاعر.
14- فيلم Fantasia عام 1940
بدأ صنع هذا الفيلم كفيلمٍ قصير لإعادة (ميكي ماوس) الذي حصل على شعبيةٍ كبيرة، ولكن المنتجين صرفوا نقوداً أكثر من الميزانية بسبب إحضارهم لـ (يوبولد ستوكوسكي)، المؤلف المشهور في هذا الوقت، كما أراد المنتجون أن يعطوا المشاهدين وهم إحاطة الصوت بهم، فقدموا تقنية الصوت المحيط لأول مرة في السينما، وهذا أيضاً لم يكن رخيصاً.
لذا في محاولة لإنقاذهم الفيلم، وضع العباقرة الذين كانوا يعملون في ديزني في ذاك الوقت العديد من الأفلام القصيرة المترابطة مع بعضها والمؤثرة التي بقي تأثيرها حتى الآن.
15- فيلم Cat Soup عام 2001
بطريقةٍ ما نجحت اليابان في تقديم أفلام كوميدية قاتمة، تحوي الجنس، العنف والموت، يدور هذا الفيلم حول قصة قططٍ بيضاء، وتبدأ القصة بقطة تغرق في حوض استحمام، ثم ينتقل عبر نوعٍ من هلوسات الموت متضمنة أخت القطة الكبيرة، تبلغ مدة هذا الفيلم 34 دقيقة، وتعتبر فكرة الموت من الأفكار المتكررة هنا، كما يعتبر هذا الفيلم الذي لا يحوي أي كلمة مثالاً على أنّ الأفلام الصامتة قد تنجح في عصرنا هذا.
16- فيلم James And The Giant Peach عام 1996
يحكي هذا الفيلم عن القصة التي كتبها (روالد داهل) عن صبيٍ يطير على دراقة عملاقة سعياً إلى نيويورك، وولّد مشهد ظهور وحيد القرن العملاق من بين الغيوم خوفاً حقيقياً بالتأكيد، وقام بتسبب الكثير من الكوابيس، حيث أنّ الفيلم كان موجهاً للأطفال.
17- فيلم Rejected عام 2000
يعتبر هذا الفيلم القصير الذي مدته حوالي الـ 8 دقائق سخرية حيث يتحدث فيه إثنين من الكوميديين دون هدف أو تركيبة واضحة، ويعتبر هذا الفيلم بدايةً لنمطٍ جديد من أفلام (الأنيميشن) كما يعتبر بداية لـ The Animation Show.
18- فيلم Everybody Rides The Carousel عام 1975
هذا الفيلم يحكي ببساطة عن التقدم في العمر، حيث يفصل 8 مراحل من التطور عمرياً في حياة الإنسان ويقدمه بطريقة بسيطة، يأخذ هذا الفيلم الـ carousel ويحولها كتشبيهٍ للحياة.
19- فيلم Yellow Submarine عام 1968
هذا الفيلم مبني على أغنية فرقة (البيتلز) التي تقول:
“We All Live in a Yellow Submarine”.
والتي تعني نحن كلنا نعيش في غواصةٍ صفراء، ويعتبر الفيلم حيوي منفجر وملون للغاية، كموسيقا (البيتلز) في ذاك الوقت، يقدم هذا الفيلم السعادة الآتية من تناول المخدر دون شرور المخدر نفسه.
20- فيلم Akira عام 1988
لن تكتمل هذه القائمة دون فيلم (آكيرا)، الذي كان واحداً من أول الأفلام الذي تحتوي على العنف، ولكن هذا ليس أغرب شيء في الفيلم، حيث يركز أيضاً على قوة الطاقة العقلية والتخاطر، وعلى قدرة عقلك على تحوير الواقع الجسدي من حولك والأخطار المرتبطة بالدماغ القوي.
21- فيلم Gandahar عام 1987
يدور الفيلم حول شعبٍ مسالم يهاجمهم رجال معدنيين، وبالطبع لا يعيش هؤلاء الناس على كوكبنا، بل يعيشون على الكوكب الغريب المسمّى (غانداهار)، ويوضح تعدد الشخصيات وغرابة رسومها خيال المؤلفين الواسع، كما يستكشف هذا الفيلم في الحرية الذي يقدمها (الأنيميشن) ضرورة وجود واقع مسالم في عالمٍ تملأه الحرب.
22- فيلم Midori-ko عام 2011
يرينا هذا الفيلم طوكيو في واقع ديستوبي وعلى وشك نهاية العالم، حيث تقضي طوكيو هذا الغرض بقوة، أخذ هذا الفيلم 10 سنين لإنهائه من قِبل شخصٍ واحد، الرسام اليابان (كوروسكا كيتا)، تشعر عند مشاهدتك الفيلم بتوحده، وكأنّه قد خُلق من كابوسٍ واحد.
23- فيلم Heavy Metal عام 1981
يعتبر هذا الفيلم محاولةً سخيفة في تحويل مجلةٍ إلى فيلم، حيث تم العمل بأكثر من استوديو كي يُعرض الفيلم بشكلٍ أسرع، وسبب هذا بنقص التماسك في قصة الفيلم، الفيلم مليء بالعري والعنف وهذا ما كان يريده المشاهدين عام 1981، وبالرغم من أنّ الفيلم ليس مصنوعاً بشكلٍ جيد، لكن الرسوم المُشكّلة في أكثر من استوديو تجعل الفيلم ممتعاً للمشاهدة، كما يعتبر تمازج الفيلم مع موسيقا الثمانينيات من أسباب كونه ممتعاً.
24- فيلم The Monkey King عام 1964
يعتبر هذا الفيلم من أشهر الأفلام الصينية، وهو الوحيد على هذه القائمة، ويرتكز على أعمال سلالة (مينغ) ويعتبر تذكيراً بـ (أوبيرا بكين)، بقي هذا الفيلم مميزاً رغم الزمن، ويعتبر حتى الآن كنزاً تاريخياً.
25- فيلم The Brave Little Toaster عام 1987
مل أحدهم من رسم قططٍ وكلاب متحدثة للأطفال، فقرر رسم أدوات منزلية متحركة، يعتبر هذا الفيلم بادئة للعديد من الأفلام التي نراها اليوم، وقد عمل عليه العديد من موظفي (بيكسار) المؤسسين.
كانت فكرة إعطاء حياة للأدوات المنزلية محرراً للغاية، لكن الفيلم ليس سعيداً ومرحاً، يدور الفيلم حول محمص الخبز وأصدقائه في بحثهم عن سيدهم الذي يبقيهم يعملون، وخيار وضع الأدوات المنزلية بدلاً عن الناس، جعل تمزيقهم إرباً إرباً أمام الأطفال أمراً سهلاً للرسامين.
ومع أنّ هذا يعتبر أمراً مرعباً، ولكنّه يضيف إلى الدروس المرادة من هذا الفيلم، ألا وهي أهمية الصداقة والعائلة، وأهمية كون الإنسان طيباً مع كل من يلقاه مهما كان شكله أو حجمه.
لربما كان علينا كبالغين أن نغوص في عالم (الأنيميشن) أكثر، ربما كانت الصور البسيطة تحوي تعقيداً أكثر مما كنا نظن، أو لربما وجدنا أجزاءً من نفسنا في كل صورة، ووجدنا امرأة لمشاعرنا في كل لون.
تعليقات فيسبوك