مع تغيّر الكثير من النواحي الصانعة للأفلام كالصوت واللون والمؤثرات الخاصة، تغيّرت معها قدرة الأفلام في التأثير، وحيث كان التدقيق سابقاً على الحوار القوي، من الممكن الآن أن يسرق فيلمٌ حماسي سريع الأحداث الأضواء من فيلمٍ يتحدث عن الطبيعة البشرية.
ولكن بالرغم مما قلته سابقاً، فإنّ الأفلام الفلسفية أصبحت أفضل عبر الزمن، والأفلام التالية في هذه المقالة هي من أفضل الأفلام الفلسفية في القرن الواحد والعشرين.
1. فيلم Yi Yi
قصة هذا الفيلم هي الحياة ببساطة، ولكن كما نعلم فالحياة ليست بسيطة، في هذا الفيلم يحاول الأب -الذي هو رجل أعمالٍ- مساندة عائلته خلال زمن صعب، يبدي أفراد العائلة وعياً للذات غير مألوف في الحضارة الغربية، ولكن الطفل الصغير هو الأكثر وعياً، حيث يتساءل لمَ تغير كل شيء وأصبح كل شيء مختلفاً؟ وبفعله هذا فهو يجعلنا نتساءل كيف نتعامل مع الحياة عندما لا تكون كما توقعنا؟ ولمَ نشعر كبشر أنّنا نستحق شيئاً ما؟
2. فيلم Mr. Nobody
يدور هذا الفيلم حول شخصية (نيمو نوبادي) وحيرته بين خيارين، العيش مع والده أو والدته بعد طلاقهما، ويرينا الفيلم ما سيحصل لـ (نيمو) إن اتخذ كل خيار من خلال مخططات زمنية معقدة، الخيار مستحيل وتبعات كل خيار توصف بالكئيبة في أقل قدر، ولكن الأكثر أهمية في الفيلم هو فكرة أنّ خيار (نيمو) لا يؤثر عليه وعلى طبيعته فقط، ولكنّه يؤثر أيضاً على حياة من حوله، كل هذا يجعل الفيلم جميلاً وممتعاً ويستحق المشاهدة أكثر من مرة.
3. فيلم A Serious Man
يحكي هذا الفيلم الكوميدي قصة (لاري غوبنيك) الذي يمر بمشاكل حياتية عديدة، حيث يعاني في زواجه وحياته العملية، ويعاني أيضاً مع إيمانه، كل هذا وهو يحاول أن يعيش ضمن فكر أخلاقي معين، ولكن لمَ سيكون علينا أن نعيش ضمن فكر أخلاقي معين إن كنا قد خسرنا إيماننا؟ ولمَ سيكون علينا أن نعيش هكذا عندما نكون الوحيدين الذي نعيش ضمن هذا الفكر، وعندما لا يعاقب الباقين على عيشهم بعكس هذا الفكر؟
4. فيلم Boyhood
صوّر هذا الفيلم على مدى 12 عاماً، ويدور حول حياة (ماسون) من الطفولة حتى الحياة الجامعية خلال مشاكل عائلية ومشاكل مع التقدم في العمر، ولا يرينا الفيلم تغيراً في الموسيقا فحسب، بل يرينا تغيراً واقعياً للغاية في وجهات النظر والتفكير، يدرك (ماسون) في الجامعة أنّ عليه أن يصنع قدره بنفسه، كما ترينا المحادثات أنّه مغمورٌ في فلسفاتٍ معقدة ومتناقضة تجبره على تبرير أي عمل.
5. فيلم The Diving Bell and The Butterfly
كان (جون دومينيك بوبي) يعمل كمحرر مجلة (إيل) عندما أُصيب بسكتةٍ دماغية قطعت جذع الدماغ، وخلال هذه الفترة الصعبة والمؤلمة، استطاع أن يكتب كتاباً عن حالته قبل أن يموت، لدى (جون دو) الكثير من العلاقات المعقدة مع زوجته ومع عشيقته ووالده وأولاده، ولديه الكثير من الطموحات، ولكن هذه الأشياء لا تهم بعد الآن، حيث على (جون دو) تقبّل شعور أنَّ الموت يلحق به وأنَّ أيامه أصبحت معدودة، وفلسفة (جون دو) في النهاية تجعل المشاهدة المؤلمة للفيلم تستحق الأمر.
6. فيلم Melancholia
يتبع الفيلم شخصية (جوستين) في الأحداث الثلاثة الأكثر أهمية في حياتها وولادتها وزواجها وموتها، ولكنَّ الفيلم يقارب هذه الأحداث بطريقةٍ بشعة وتشعرنا باللاعدمية، للفيلم عمق يترك المشاهدين مهزوزين حتى كيانهم، ولمَ هذا؟ بسبب تمثيل الفيلم للموت الذي يلحق الجميع بطريقةٍ قوية جداً، معظم الشخصيات لا تستطيع إلّا أن تيأس تحت هذا الضغط الكبير، إلّا (جوستين) التي لديها موهبة غير معتادة تمكّنها من تقبّل عدم وجودها، وكل هذا بسبب تعويذة هي الاكتئاب.
7. فيلم The Fountain
يتابع الفيلم شخصيتين مختلفتين في ثلاث أزمنةٍ مختلفة، (توم كريو) على وشك أن يخسر زوجته بسبب السرطان، و(توماس كريو) يبحث عن نافورة الحياة للملكة (إيزابيلا) في أميركا الجنوبية، و(تومي كريو) يحاول إيصال شجرة الحياة لنجمة (المايا)، الفكرة المهمة في الفيلم هي الموت وعدم قدرة الإنسان على تجنبه ومعنى هذا بالنسبة للجنس البشري.
8. فيلم No Country for Old Men
(أنتون) قاتلٌ كأنه قد أُرسِل من الجحيم، يعيث الفساد بحثاً عن دفعة مفقودة لشحنة كبيرة من الكوكائين، وفي هذه الأثناء يقوم العمدة بالبحث عن شيءٍ ما بطريقةٍ ما لفهم كل شيء، ومن المؤكد أنّ العمدة يبحث عن أدلة لتعقب (أنتون) وإنهاء فورة القتل التي يقوم بها، لكنّه بالحقيقة يبحث عن شيءٍ أعمق فهو يبحث عن طريقة للعودة إلى وقت تتلاءم فيه الأشياء مع الفلسفة والنظرة العالمية، لا توجد طريقة لاستعادة النظام حين لا يكون هناك أي شيء مقدس.
9. فيلم Synecdoche, New York
هذا الفيلم لا يجبر شخصياته على البحث عن المعنى عندما يقترب الموت، بل يبحث هذا الفيلم عن معناه الخاص حيث يرفض الموت، (كادين) -الشخصية الرئيسية في الفيلم- يرفض الموت أو حتى الاعتراف بإنّ الأشياء قد تنتهي، يمر (كادين) بظروفٍ صعبة للغاية، ولكنّه يستسلم للموت فقط عندما يرى إرشاداً مسرحياً يخبره أن يموت.
10. فيلم The Tree of Life
يعتبر هذا الفيلم من أعمق وأفضل الأفلام في القرن الواحد والعشرين، يدور الفيلم حول طفولة (ماليك) بسبب موت أخيه والأهم هو ردة فعل عائلته عن الموضوع، عمق الفيلم قد لا يوصف بالكلمات، وستحتاج لأكثر من مشاهدة لتفهم الفيلم بشكلٍ واضح، وقد يقول البعض أنّ الفيلم لا يحوي على حبكة، ولكن إن راقبت بانتباه فسترى أنّ هناك حبكةٌ قوية، جعلت الفيلم يربح جائزة (بالم دور) النادرة.
قد لا تملك الأفلام الفلسفية جمهوراً كالأفلام الحماسية والحركية والدرامية والكوميدية، ولكنّنا عندما نشاهدها فهي تبقى في كياننا وتؤثر في طريقة مشاهدتنا للعالم حولنا، لربما كان علينا مشاهدة هذه الأفلام أكثر.
تعليقات فيسبوك