يقال أنّ الطريق إلى الجحيم عُبِّد بالنوايا الحسنة، أما الطريق إلى عالم الأفلام فهو مليء بالعثرات الفكاهية غير المقصودة، التي قد تكون مضحكة أكثر بكثير مما لو قصد صانعي الأفلام والممثلين جعلها كوميدية! حيث خُرّب الجو الذي خلقته أفلام درامية تراجيدية أو رعب مروعة بأصوات ضحكٍ متعالية في صالات العرض.
1- التخفي في فيلم The Hunger Games
من المعروف أنّ فكرة كون بيتا (سيد التنكر) -نظراً إلى أنّه يجيد خبز الحلويات- لم تنشأ لدى صنّاع الفيلم ولنكون عادلين بحقهم، هم اعترفوا بسخافتها! للأسف، فشل الفيلم والكتّاب أن يشرحوا كيف بحق الجحيم استطاع (بيتا) أن ينجح بتخفّيه كصخرة في حين كان مصاباً إصابة خطيرة.
2- مشهد الموت في فيلم Meet Joe Black
إنّها القصة المؤثرة للعلاقة الرومانسية بين امرأة وحاصد الأرواح متخف بجسم (براد بيت)، لكن هذه القصة شُوّهت بموت شخصية (بيت) بطريقةٍ هزلية، حيث القيام بتعديل المقطع على الكمبيوتر -ما يسمى بال CGI- أظهر شخصية (بيت) وكأنها تبدو كالسمكة التي تتخبّط وهي معلّقة بصنارة الصيد بعد أن صُدمت ليس بسيارةٍ واحدة فقط بل بسيارتين.
3- فيلم Titanic
ما هو أكثر جزء تذكرونه من ملحمة (جايمس كاميرون)؟ هل هي العلاقة الرومانسية بين (روز) و (جاك)؟ مكر (بيلي زاين) واعتزازه بنفسه الذي لا يطاق؟ الجبل الجليدي؟
لا، بل هو الرجل الذي لقى حتفه، واقعاً وضارباً شفرة المروحة بقوة، دائراً مراراً وتكراراً قبل أن يصطدم بالماء، ومن المستحيل ألّا تضحكوا في منتصف المقطع التراجيدي في نهاية الفيلم.
4- انتحار (جافيرت) في فيلم Les Miserables
لا يوجد شيء مضحك حيال انتحار شخصية Russel Crowe (جافيرت) في الفيلم، لكن التأثيرات الصوتية المؤسفة حين اصطدم فخذ (جافيرت) بالحافة، تجعلك تضحك كل مرة.
5- صرخة (دارث فيدار) في فيلم Star Wars: Revenge of the Sith
هذا الجزء من السلسلة لديه الكثير من العثرات المؤسفة، وفي الغالب هذا ليس أمراً يدعو للضحك أبداً، لكن صرخة بكاء (دارث فيدر) -غير المعهودة من شخصيته-، في لحظة الذروة لثلاثية الأفلام هذه قد تكون أكثر لحظة غير مدروسة في سبعة ساعاتٍ متواصلة من السرد القصصي غير المدروس، حقاً الأمر يستدعي الضحك عالياً!
6- مشهد قراءة الرسالة على الشاطئ في فيلم Tough Guys Don’t Dance
تقول الأسطورة أنّ (ريان أونيل) كان ممتعضاً من المخرج (نورمان مايلر) لإبقاء هذا المقطع في الفيلم -لاحقاً هذه اللحظة أنتجت العديد من الصور المضحكة على الإنترنت- لكن أداء الممثل الذي أهلّه للترشّح لجائزة Golden Raspberry Award -جائزة تعنى بأسوأ أداء في السينما- أُنقِذ بإضافة موسيقا ميلودرامية والتفاف الكاميرا 360 درجة بشكل درامي.
7- مشهد Maybe YOU shouldn’t be living heeeeere من فيلم Taffin
(بيرس مورغان) لا يُعتبر من الممثلين الذين يبالغون في تمثيلهم، كما هو متعارف عليه، قد يكون سبب ذلك أنّه وضع كل طاقته في هذه الصرخة المشوّشة الخارجة عن السياق في هذا المشهد، والتي اكتسبت الشهرة لاحقاً بسبب احتفال (آدم باكستن) و (جو كارنيش) على قناة الراديو الخاصة بهم.
8- دموع (بروس ويليس) في فيلم Armageddon
يقال: “الرجال الحقيقيون لا يبكون”، ولكن هناك استثناء واحد، أثناء وداعك الأخير لابنتك قبل أن تقوم بتضحيةٍ نبيلة، حينها يسمح لك أن تذرف دمعةً واحدة، واحدةً فقط…
اشتهرت حادثة عرض مقطع مسبق للفيلم في مهرجان (كان) Cannes لأول مرة، حيث ملأت أصوات ضحك الجمهور العالية القاعة بعد أن عُرِض مقطع لـ (بروس ويليس) يذرف دمعة واحدة فقط عند وداعه لابنته، يقال أنّ الممثل (بروس ويليس) زُعج من ضحك المشاهدين ووبّخهم.
9- الركض في فيلم The Happening
يمكن القول إنّ فيلم M Night Shyamalan تحفة كوميدية غير مقصودة من بدايته لنهايته، لكن المشهد الأبرز حين قام الممثل (مارك والبرغ) قانعاً الجمهور بأنّه أستاذ علوم بالركض هروباً من الرياح.
10- الخروج السريع في فيلم The Bourne Identity
عندما يواجه الاستجواب من قِبل (جايسون بورن)، يختار القاتل الأبله (كاستيل) الموت، ولكن كيف؟! بالطبع عن طريق الركض تجاه النافذة واقتحامه متشقلباً نحو الخارج.
هذه المقاطع والعثرات قد ترسم الابتسامة على وجوهنا أو حتى تجعلنا نضحك عالياً أحياناً، لكنّها في الواقع تفسد الجو الدرامي الذي حاول المخرج والممثلون الباقون أن يرسموه.
هل تجدون أنّه من الجيد إبقاء هذه المشاهد في الأفلام؟ وهل تقع المسؤولية على الأداء السيئ للممثل أم على سوء في الإخراج؟
تعليقات فيسبوك