تعتبر الإجراءات الجنائية جزءاً رئيسياً من بعض المسلسلات التلفزيونية والأفلام، وبالنسبة لمعظمنا أي الأشخاص البعيدين عن مجال حل القضايا، نحصل على كل ما لدينا من المعرفة في هذا المجال من هذه الأفلام والمسلسلات، ليس هناك ضرر في ذلك طالما أنّك لا تصدق كل شيء تراه.
إليكم بعض الخرافات التي نراها في التلفاز والبعض منا قد صدّقها:
1. المحققون لا يحللون الأدلة
بعض المسلسلات كـ CSI و Criminal Minds لا يحددون كما يجب دور المحققين ودور علماء الأدلة الجنائية في التلفاز، فمن الطبيعي جداً في هذه المسلسلات رؤية المحقق بالقرب من العالِم يشرف على عمله ويعاونه عليه، لكن في الحقيقة ليس هناك تداخل بين هذين الطرفين، إذ أنّ المحققين يجمعون الأدلة من مسرح الجريمة ويرسلونها إلى المختبر، وأحياناً يكون هذا الأخير بعيداً.
2. في الحقيقة نادراً ما يعلم عالِم الأدلة الجنائية بنتائج القضية المطروحة
إنّ معظم مختبرات الأدلة الجنائية يكونون مشغولين، أي لا وقت لدى العلماء لكي يبقوا على علم بنتائج الأدلة التي حصلوا عليها، فحينما ينهون عملهم تعاد الأدلة للمحققين، وينتقل العلماء لأدلةٍ جديدة.
إن كانت القضية ذات أهمية، أي كتلك التي يتم ذكرها في نشرات الأخبار، في هذه الحالة يكون العلماء أكثر متابعة لها، لكن عادةً لا يحصل ذلك.
3. إنّ البصمات لا تعتبر أدلة يمكن الوثوق بنتائجها
في التلفاز يمكن لبصمات الأصابع أن تكشف المجرم وأن توصل المحققين إلى مواقعٍ سرية، لكن الأمر مختلف في الحياة الواقعية.
في الحقيقة من النادر جداً اعتبار البصمات دليل يمكن الوثوق به، ويعود ذلك إلى الطريقة الهشة التي توصلنا إلى هذه البصمات، من الصحيح أنّ كل شخص له بصمات تختلف عن غيره، إلّا أنّ الفرق بين بصمات شخص وبصمات شخصٍ آخر قد تكون طفيفة جداً، كما أنّ أفراد العائلة الواحدة قد يمتلكون بصمات متشابهة جداً، وهذا ما يمكن أن يعقّد القضية أكثر، والوضع غير مختلف إن كنا نتكلم عن عيّنات الشعر.
4. لا قيمة للحمض النووي إلّا في حال وجود ما يمكننا مقارنته به
يمكن لأي شخص تلويث موقع الجريمة بمجرد الدخول إليه، إذ أنّ الشعر واللعاب والأظافر قد تترك آثار حمضٍ نووي في الموقع، بسبب ذلك يعتبر الحمض النووي مهماً فقط في حال كانت الشرطة تمتلك متّهمين، ولديها عيّنات من حمضهم النووي، وإنّ فرص حصول ذلك، وخاصةً في بداية التحقيقات ضئيلة جداً.
5. لا يمكنك عادةً تحسين دقة لقطات الفيديو المأخوذة
في التلفاز يمكن تحسين دقة لقطات الفيديو إلى حدٍّ غريب، في الحقيقة يعتبر ذلك ممكناً إلى حدٍّ ما، لكن اللقطات المأخوذة بكاميرات المراقبة لا يمكن توضيحها فتصبح ذات دقّةٍ عالية كما يحصل في الأفلام والمسلسلات، ففي إحدى حلقات CSI: New York يستطع المحققون رؤية انعكاس المتهم في مقلة الضحيّة.
6. إنّ القاتلين المتسلسلين نادرون
في المسلسلات والأفلام، دائماً ما يكون هنالك قاتلين متسلسلين مشهورين، لكن في الحقيقة هم نادرو الوجود، ففي دراسة سنة 2010 وُجد أنّ أقل من 1% من الجرائم قام بها قاتلون متسلسلون، و بحسب الـ FBI القاتل المتسلسل هو المجرم الذي قتل ثلاثة أشخاص أو أكثر خلال مدة تزيد عن شهر وبين فترات متباعدة.
7. بإمكانك تعقّب مكالمة مع شخص دون الحاجة لإبقائه لوقت طويل على الخط
هذه الخرافة منتشرة أيضاً في الكثير من الأفلام والمسلسلات، بحيث تحاول الشرطة إبقاء المشتبه به على الخط لوقتٍ طويل من أجل تعقبه، في القديم كان ذلك ضرورياً، لكن في أيامنا هذه أصبح تعقّب موقع المتكلم يجري في لحظاتٍ فقط.
وبفضل تفعيل خدمة الـ GPS يسهل كثيراً تعقّب الموقع، وحتى إن لم تكن الخدمة مفعّلة، يمكن للشرطة استخدام أبراج الهواتف الخلوية لتعقّب موقع المشتبه به.
8. يمكنك على الفور الابلاغ عن شخصٍ مفقود
تعتبر هذه الخرافة خطرة نوعاً ما، إذ أنّ أول 72 ساعة تعتبر الأهم للتبليغ عن شخص مفقود، ومع ذلك ولبعض الأسباب دائماً ما نرى في المسلسلات والأفلام أنّه يجب على العائلة أن تنتظر 48 ساعة على الأقل من أجل التبليغ عن فردٍ مفقودٍ منها.
9. إنّ حل قضايا الجرائم يتطلّب وقتاً طويلاً
تعتبر هذه النقطة الأوضح إلّا أنّها جديرة بالذكر، إذ أنّنا نرى في التلفاز أنّ قضايا جديدة تبرز أسبوعياً من أجل التحقيق فيها، لكن في الحقيقة إنّ معظم القضايا من هذا النوع تتطلّب أشهراً وأحياناً تتطلّب سنوات لكي تُحل، ويعتبر عمل المختبرات الأكثر تطلّباً للوقت، فتحليل الحمض النووي يتطلّب من يومين لخمسة أيام، وذلك في أفضل الحالات! فأحياناً يمر من 30 لـ 60 يوماً قبل أن تبدأ المختبرات بتحليل الأدلة التي أُرسلت إليها.
تعليقات فيسبوك