قد يبدو الفن أمراً مبهماً بالنسبة للكثير من الناس، فهناك الكثير من الأساليب والمدارس، وعلى مر مئات السنين، أنتج الفنانون لوحات اعتُبرت خالدة. فكيف إذاً نستطيع التعرّف على أعمال هؤلاء الفنانين إن شاهدنا لوحاتهم، وبدون أن نملك أدنى فكرة عن أسلوبهم الفني؟””
يبدو أن شخصاً ما نشر دليلاً على الإنترنت لحلّ هذه المشكلة، وبالرغم من أن الدليل طريف وبسيط بعض الشيء، لكنه دقيق جداً ويصف بصورة حقيقية أبرز النقاط المهمة في أسلوب كل فنان. لذا تابعوا معنا:
1. إذا كان جميع من في اللوحة، من بينهم النساء، يشبهون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فالفنان هو (فان إيك Van Eyck)
هذا الكلام صحيحٌ بالفعل! حتى أن (يان فان إيك) نفسه يشبه (بوتين)! وإذا شاهدتم لوحته الشهيرة «بورتريه أرنولفيني Arnolfini)، ستلاحظون أن الرجل والمرأة يملكان نفس مظهر الوجه العام تقريباً.
شيءٌ آخر يمتاز به (فان إيك) وهو «الرمزية المخفية»، حيث حاول الفنان وغيره من فناني عصر النهضة في شمال أوروبا إخفاء استعارات ورموز ضمن أي عنصر في اللوحة. وفوق كل ذلك، تُشتهر لوحات (فان إيك) بأنها معقدة تقنياً، أي أن أدوات الفنان وتقنياته في الرسم كانت رائدة في ذلك العصر، لكن تلك تبقى نظرية فقط.
2. إذا كانت اللوحة عبارة عن مناظر قد يراها المرء عند إصابته بالهلوسات جراء تناول مخدرات مثلاً، فاعلم أن الفنان هو (سالفادور دالي)
يُشتهر (دالي) بلوحاته السريالية، لذا من الطبيعي أن يبدو كل شيء غريباً. حيث يحاول الفنان تجسيد أحلامه وهلوساته عبر مشهد بصري غير مألوف. وقد يلاحظ من يشاهد لوحات (دالي) احتواءها مواضيعاً مثل الشبقية والموت والتعفن.
3. إذا كان جميع الأشخاص في اللوحة يشبهون المشردين، والإضاءة مشابهة لإضاءة مصباح خافت، فالفنان هو (رامبرانت Rembrandt)
بالطبع، هذا الوصف لا ينطبق على جميع لوحات (رامبرانت)، وأكبر استثناء هو تحفته الفنية «دورية الليل». لكن ما يُشتهر به (رامبرانت) هو ابتعاده عن تصوير الشخصيات البشرية بشكل طبيعي، وإنما تركيزه على الانفعالات والعواطف. وقد ينطبق الكلام السابق في الدليل على لوحات البورتريه التي رسمها لنفسه، لكن بإمكانكم مشاهدة لوحات الفنان جميعها تقريباً وستلاحظون أن (رامبرانت) اعتمد فعلاً على أسلوب مميز في الإضاءة.
4. إذا كانت اللوحة تحوي مجموعة هائلة من البشر الصغار، وتصوّر أشياء وأحداث غريبة جداً وكأنها من عالمٍ خيالي مرعب، فذلك هو (هيرونيموس بوس Hieronymus Bosch)
كان (بوس) أول فنان يصوّر كائناتٍ وممالكاً مجهولة تماماً للعقل البشري، بل حتى غريبة وغير واقعية. وهذا ما أكسبه شهرة هائلة، حيث كان فنانو عصره يرسمون المشاهد بشكلها الحقيقي ولا يشذون عن النمط المُتبع إلا قليلاً.
يصوّر (بوس) في الكثير من لوحاته مشاهداً من الجحيم، والذي يعتبره استعارة أو رمزاً للمخاوف البشرية والرغبات الدفينة. ويعتبره السرياليون أول فنان حديث، وذلك لابتعاده بشكل شبه تام عن الواقع، وتصويره مشاهداً من العقل غير الواعي. تشهد جميع لوحات الفنان على هذا الكلام، وتحديداً لوحته الأكثر شهرة «حديقة المباهج الأرضية».
5. إذا كانت جميع الشخصيات تملك نوعاً من التشوه الجسدي، فذلك (بيكاسو Picasso)
لم يحبّذ (بيكاسو) اتباع أسلوب أو مدرسة فنية واحدة، بل ابتدع أعمالاً فنية سريالية وتكعيبية والرمزية، لذا من غير الممكن تماماً وضع علامات فارقة لأعمال (بيكاسو)، كما أنه مرّ بالكثير من الفترات التي غيّر فيها أسلوبه الفني.
وباعتباره واحداً من الفنانيين الذي أسسوا الحركة التكعيبية، سنلاحظ الكثير من ميزات هذا النمط الفني في أعمال (بيكاسو)، وهكذا نجد أن أغلب لوحاته تتسم بالخطوط المنحية التي شكّلت إحدى السمات المميزة لهذا النمط. وبالفعل، سيؤدي ذلك إلى رسم الشخصيات بطريقة تميل إلى الجانب الهندسي وليس بشكلها الحقيقي.
وعلى أي حال، كان (بيكاسو) من الفنانين الثوريين الذي ساهموا في تطوير الاتجاهات الفنية العديدة، خاصة في مجال الفن الحديث.
6. إذا كانت خلفية اللوحة وكأنها مشهد من فيلم «سيد الخواتم أو لورد اوف ذا رينغز»، وتحتوي نساءً بشعرٍ متموج وأنفٍ أرستقراطي يشبه تماماً أنف الموناليزا، فذلك (دافنشي)
كان (دافنشي) رجلاً عبقرياً بكل معنى الكلمة، وتجاوزت إبداعاته مجالات الرسم والنحت، بل حقق كثيراً من الابتكارات في مجالات العمارة والعلوم والرياضيات والتشريح وغيرها الكثير… لكن بالرغم من خبرته الواسعة في شتى المجالات تقريباً، يُشتهر (دافنشي) بكونه فناناً في الدرجة الأولى.
في لوحته «عذراء الصخور» مثلاً، يصوّر الفنان مريم العذراء وطفلين آخرين هما المسيح ويوحنا المعمدان، بالإضافة إلى الملاك جبريل. ويمكننا أن نلاحظ بسهولة أن تفاصيل وجه مريم مشابهة جداً لوجه «الموناليزا» في لوحته الأخرى الشهيرة.
7. إذا كانت اللوحة تحوي راقصات باليه، فهذا (إدغار ديغا Edgar Degas)
يهتم (ديغا) كثيراً بالمظهر الجسدي للأشخاص الذين يرسمهم، خاصة تلك اللوحات التي تحوي أُناساً بوضعيات غير مألوفة، ومن زوايا غير اعتيادية. وكان دائماً يرفض التجسيد الأكاديمي للمواضيع الأسطورية أو التاريخية، بل فضّل رسم شخصياته في العصر الذي عاش فيه، لهذا نجد في لوحاته راقصات الباليه مثلاً.
8. إذا كانت اللوحة عبارة عن شخصيات في حفلة أو نزهة ما، وتبدو معظم الشخصيات منزعجة، والإضاءة مُنقطة، فذلك (إدوارد مانيه Édouard Manet)
ستلاحظون في لوحات (مانيه) أن الفنان استخدم الألوان لإكساب اللوحة إضاءة غير طبيعية، فبدلاً من بناء الألوان بطريقة الطبقات، كان (مانيه) يرسم المسحة اللونية من البداية بشكل يلائم النسخة النهائية من اللوحة والتأثير اللوني الذي يريده.
9. إذا كان جميع من في اللوحة جميلاً وعارياً ومكتنزاً، فذلك عمل (مايكل آنجلو Michelangelo)
يُعرف (مايكل آنجلو) بكونه نحاتاً، لكنه رسم العديد من اللوحات، والتي زيّن بعضها سقف كنيسة السيستين Sistine.
اهتم (مايكل آنجلو) أيضاً بدراسة المنحوتات الرومانية والإغريقية الكلاسيكية، ودرس أيضاً جثث الموتى، فأصبح خبيراً بالتشريح البشري. لذا من الطبيعي أن تكون الشخصيات في لوحاته ومنحوتاته مميزة عن غيرها.
10. الإضاءة المنقطة والناس السعداء والحفلات الشعبية، تلك ميزات لوحات (رينوار)
عمل (أوغست رينوار Auguste Renoir) مع زميله الفنان (كلود مونيه Claude Monet) لتطوير الأسلوب الانطباعي في ستينيات القرن التاسع عشر، لذا باعتباره فناناً انطباعياً، أدرك (رينوار) أن الإحساس البصري والتأثير الضوئي إحدى القيود المفروضة على العمل الفني.
رسم (رينوار)، إلى جانب زميله (مونيه)، لوحات تجسد الطبقة الوسطى والطريقة التي تروّح بها عن نفسها، فترى في لوحاته الكثير من الناس المتأنقين يشربون ويتنزهون في الحدائق والمتنزهات.
كانت تلك قائمتنا المختارة عن كيفية التعرف على لوحات الفنانين باعتماد هذا الدليل البسيط المنتشر على الإنترنت. وبعد التعرّف على أهم النقاط الأساسية في أساليب الفنانين، يمكنكم معرفة معظم اللوحات بشكل أسهل من قبل، كما يمكنكم التباهي بمعرفتكم الفنية أمام الأصدقاء والأصحاب، لكننا لا ننصحكم بهذا من الأساس.
تعليقات فيسبوك