يأخذ مسلسل Mindhunter المشاهدين في رحلة خيالية في فترة السبعينيات من القرن المنصرم، داخل وحدة تحقيق أُنشئت خصّيصاً لتعقّب وتحليل نفسيات القتلة المتسلسلين والمغتصبين.
على الرغم من أن الكاتبين (مارك أولشاكر) و(جون دوغلاس) أضافوا العديد من عناصر التشويق والأحداث الخيالية لجذب المتابعين إلى المسلسل، إلا أن معظم قصص المسلسل بُنيت على ملفات وجرائم حقيقية.
Holden Ford / John Douglas
(دوغلاس) نفسه هو الشخصية الأساسية في المسلسل، حيث تمّ تشخيصه على أنه (هولدن فورد) العميل الذي يحاول الدخول إلى عقول القتلة المتسلسلين الأكثر شهرة في أمريكا.
أدناه، نلقي نظرة على قصص واقعية من بعض هؤلاء القتلة، وكذلك المحققين الذين تابعوا ملفاتهم كما ظهروا في المسلسل.
انضم (دوغلاس) إلى وحدة تحليل السلوك التابعة للـFBi فى عام 1979 بعد فترة من التدريب على العمل في مفاوضات تحرير الرهائن، وهذا أول مشهد في المسلسل حيث يكون العميل (هولدن) في مفاوضة لاسترجاع الرهائن.
ساعد (دوغلاس) وزميله (روبرت ريسلر) الشرطة الفيدرالية على حل العديد من الحالات التي بدت ذات طريق مسدود، حيث سافرا في جميع أنحاء الولايات المتحدة للتحدّث إلى القتلة المتسلسلين كوسيلة لفهم نفسياتهم وعقولهم.
أجرى (دوغلاس) مقابلات مع بعض من القتلة الأكثر شهرة في التاريخ الأمريكي، مثل (تيد باندي)، (تشارلز مانسون)، و(جون واين غاسي)، وساهمت المقابلات التي أجراها لتحديد أي أنماط، أدلة، وتلميحات قد تساعدهم على حل الجرائم مماثلة في المستقبل.
وأدرك العميل (دوغلاس) أن أفضل طريقة للحصول على معلومات عن القتلة المتسلسلين هي فهم عقولهم ونفسياتهم بشكل أوضح.
أدى العمل الدؤوب لـ(دوغلاس) إلى إنشاء وحدة جديدة كلياً في الFBI بحلول منتصف الثمانينيات مع وكلاء مدربين تدريباَ خاصاَ في علم النفس، وقاد (دوغلاس) الوحدة لمدة 25 عاماً، بدأ عمله عندما كان في أوائل الثلاثينيات من عمره، في عام 1979، ساعد (دوغلاس) الـ FBI في 59 قضية، وبحلول عام 1995 ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 1000.
لعلّ قضيته الأكثر شهرة هي قضية (واين ويليامز)، قاتل أتلانتا المتسلسل الذي كان يقتل الشباب السود في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم.
بعد أن أعلنت الشرطة الفيدرالية أن الألياف التي وُجدت في مكان الجريمة مطابقة للملابس التي يرتديها القاتل، توقّع (دوغلاس) أن المزيد من الجثث ستظهر، زملائه دعوا (دوغلاس) بالمجنون لتيقّنقه على أساس سلوكه الإجرامي، وكانت استشارته بشأن القضية حاسمة في القبض على (وليامز) واعتقاله وإدانته.
Bill Tench / Robert Ressler
(روبرت ريسلر)، أو (بيل تينش) في المسلسل، حصل على انتباه (دوغلاس) أثناء العمل على قضية (باندي).
وكوكيل مدرّب في الأكاديمية الفيدرالية عمل (ريسلر) على الملف النفسي لـ(باندي)، وضعت الشرطة الفدرالية القاتل (باندي) على قائمة المطلوبين 10 في فبراير من عام 1978.
اعتقد (ريسلر) أن (باندي) يختار ضحاياه من الشابات ذوات شعر طويل، وأنه يمضي وقته في الحانات ومنتجعات التزلّج والشواطئ وغيرها من المواقع حيث يجتمع الشباب.
بعد خمسة أيام من نشر اسم (باندي) على قائمة أكثر عشرة مطلوبين، اعتقلته السلطات في فلوريدا، وقد أُعدم بتهمة القتل عام 1989.
ومن المثير للاهتمام أن (ريسلر) هو الذي صاغ مصطلح *القاتل التسلسلي*، ومثل (دوغلاس)، كتب (ريسلر) أيضاً كتاباً عن خبرته التي استمرّت 20 عاماً مع الوحدة الخاصة للـ FBI التي تسمى *أي كان سنحارب الوحش* جنباً إلى جنب مع (دوغلاس)، أخذ الزوج علم النفس الإجرامي إلى مستويات جديدة عند تعقّب الناس الأكثر عنفاً في أمريكا.
تعرّف على بعض من أخطر القتلة المتسلسلين، وملفات الشرطة الفيدرالية عن جرائمهم الفظيعة وعقولهم الملتوية:
(Dennis Rader (The BTK Killer
أدهش ظهور (دينيس رادر) المشاهدون في هذه السلسلة، حيث قام (رادر) المعروف باسم القاتل B.T.K بتعذيب وقتل 10 أشخاص خلال الفترة من 1974 الى 1991، وأنهى حياة الكثير منهم عن طريق خنقهم.
عمل (رادر) في خدمات الحماية الكهربائية، وهكذا استطاع تعقّب، مطاردة، وإيجاد ضحاياه، كان يعرف كيفية الوصول إلى منازل الناس لأنه يعرف التعامل مع الأنظمة الأمنية.
وبالإضافة إلى الرسائل البريدية الموجهة إلى الشرطة فإنه كان يترك بعض الأدلة عن قصد في كل مسرح من جرائمه في منطقة (ويتشيتا)، ليتحدّى الشرطة، ولسخرية القدر، قبضت الشرطة عليه من خلال الأدلة التي كان يتركها.
في عام 2005، بعد إرساله قرص مرن إلى محطة إخبارية، تمّ اعتقال (رادر) أخيراً عندما قام المحققون بربط البيانات مع ملفه في الكنيسة حيث كان يعمل، وعندما سألت الشرطة (رادر) إذا كان يعرف سبب اعتقاله، أجاب ببساطة وبسخط:
“أوه، لدي شكوك لماذا؟.”
في المسلسل، يظهر (رادر) كشخصية غير مسمّاة في الشارة الافتتاحية في كل حلقة، ولكن ملامح الوجه والشارب والصلع والنظارات تدلّ بشكل لا لبس فيه إلى (رايدر) القاتل، في نهاية الموسم الأول نرى حرق لرسومات فيها شابّات مقيّدات ومكبّلات.
لـ(رادر) ابنة بالغة، وقد صرّحت أنها لا تريد أي صلة به، وهي لم تتحدّث مع والدها منذ اعتقاله، وتقول أنها لم تكن على علم بأعمال أبيها، يواجه (رادر) حالياً 10 أحكام بالسجن مدى الحياة.
Edmund Kemper
المنتجين أظهروا إبدعاً في المسلسل حيث كانوا يعرفون الكثير عن (إدموند كيمبر)، أخذ الكتّاب مقتطفات من المقابلات الفعلية معه، والتي أُجريت في عامي 1984 و 1991، وتمّ استخدامها حرفياً في السيناريو.
بدأت حياة (كيمبر) الإجرامية عندما قتل جدته في عمر الخامسة عشر فقط في عام 1964، بعد مغادرته السجن، وقال أنه قتل ثمانية ضحايا، ومعظمهم من الغرباء في ولاية كاليفورنيا، كما اعترف أنه غالباً ما قطع رأس ضحاياه ومارس معهم أعمال جنسية شاذة مثل جماع الموتى.
قبل أن يتم القبض عليه أخيراً في عام 1973، وقال أنه أراد إنهاء مسيرته الإجرامية عن طريق قتل أمه مدمنة الكحول وصديقتها، في اعترافاته للشرطة، قال أيضا أنه قد قطع رأس والدته ولم يمثّل فيه فقط ولكن أستخدمه في بعض الأفعال الجنسية.
كان (كيمبر) ذكي للغاية وعُرف أيضاً باسم *إد الكبير* لأنه كان طوله 6’9 قدم ووزنه 300 باوند، واليوم يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في منشأة طبية في كاليفورنيا، ومن المثير للاهتمام أن (كيمبر) قد روى أكثر من 500 كتاب للمكفوفين.
Richard Speck
قام (ريتشارد سبيك) بتعذيب واغتصاب وقتل ثمانية طالبات تمريض في شيكاغو عام 1966، خلال موجة قتل استحوذت على اهتمام الولايات المتحدة بأكملها، واعتقلته السلطات بعد يومين من عمليات القتل.
ارتكب (سبيك) جرائم القتل الجماعي في سن 25 بعد عدة جرائم عنف ضد عائلته في سن المراهقة والشباب، وحكم عليه بالإعدام، ومع ذلك انقلب التنفيذ عندما تبيّن أن هناك مشاكل مع هيئة المحلفين.
كان سبيك قد قضى 25 عاماً في السجن قبل أن يموت أخيراً بسبب نوبة قلبية، وبعد تشريح دماغه، قال الطبيب بأنه من المرجّح أن أعماله العنيفة كانت بسبب عدد من المشاكل العقلية بما في ذلك تشوهات الدماغ وإساءة المعاملة على يد زوجة أبيه مدمنة الكحول.
ميول (سبيك) الإجرامية تظهر في المسلسل عندما تراه يعتني بطائر بكل حب ثم يغضب فيرميه إلى المروحة التي تتسبّب بقتله.
يكمن جمال مسلسل Mindhunter بأن المنتجين أخذوا وقتهم لجعل الشخصيات واقعية، ونظراً لعدم وجود مواعيد نهائية للنصوص والسيناريوهات، يمكن لـ (نيتفليكس) أن تأخذ وقتها لجعل هذا العرض ذا جودة مرتفعة يعتمد على شخصيات واقعية كانت موجودة فعلاً، على الرغم من أن هكذا شخصيات تبدو وكأنها رهيبة لدرجة لا يمكن أن توجد.
تعليقات فيسبوك